اختتم ائتلاف المؤسسات الأهلية الزراعية الفلسطينية، بالشراكة مع مؤسسة "وي إيفيكت" السويدية، برنامج العدالة البيئية والمناخية في فلسطين، المموّل من القنصلية السويدية العامة في القدس، وذلك خلال حفل ختامي جرى خلاله استعراض أبرز الإنجازات التي حققها البرنامج خلال السنوات الأربع الماضية.
تميّز هذا البرنامج بتعاون واسع جمع مؤسسة "وي إيفيكت" مع عدد من المؤسسات الأهلية الزراعية الفلسطينية، وهي: مركز العمل التنموي "معًا"، الإغاثة الزراعية، جمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين، معهد الأبحاث التطبيقية "أريج"، مركز أبحاث الأراضي، وشبكة المنظمات البيئية الفلسطينية، حيث عملت جميعها جنبًا إلى جنب لتحقيق أهداف البرنامج في الضفة وقطاع غزة .
تضمن الحفل معرضاً، لكافة النماذج البيئية والزراعية التي تم تنفيذها خلال فترة البرنامج، كما شارك في الاحتفال مئات المدعوين الذين يمثلون المؤسسات الاهلية والدولية والرسمية والقطاع الخاص، ووزارة الزراعة والمرأة وسلطة جودة البيئة ووزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى وفد من القنصلية السويدية.
خلال الحفل، ألقى المدير العام لمركز العمل التنموي معاً، سامي خضر كلمة باسم الائتلاف تناول فيها مراحل تطور ائتلاف المؤسسات الأهلية ودوره في هذا البرنامج والمشاريع التي نفذها، فأوضح أن الائتلاف يستند إلى قاعدة مؤسساتية راسخة تعود جذورها إلى ثمانينيات القرن الماضي، ويمتاز بعضوية مجتمعية واسعة، وانتشار ميداني كبير، وخبرة شاملة في مجالات الزراعة المستدامة، والأمن الغذائي، والمياه، وإدارة الموارد الطبيعية، والبيئة، والتكيف مع المناخ، والتنوع البيولوجي، والحوكمة البيئية، والدفاع عن الحقوق البيئية
أضاف خضر، أن ائتلاف المؤسسات الأهلية الزراعية يجسد نموذجًا فلسطينيًا ناجحًا في التنسيق والتكامل المؤسسي القائم على الكفاءة والتخصص والاستجابة المجتمعية، مستندًا إلى رؤية استراتيجية تعتبر العدالة البيئية والمناخية جزءًا من النضال الوطني الفلسطيني، وتعزز سيادة الفلسطينيين على مواردهم.
كما تحدث عن التحديات العديدة التي واجهت الائتلاف، أبرزها الهجمة الإسرائيلية والتحريض على مؤسساته، إلا أنه واصل عمله على الأرض من خلال برامج نوعية، واستطاع أن يحوّل مفاهيم العدالة البيئية والمناخية إلى أدوات مقاومة وصمود، لا سيما في المناطق المهمشة والمصنفة (ج).
كما أكد على أن تنفيذ برنامج العدالة البيئية والمناخية جاء كترجمة حقيقية لهذه الرؤية، حيث ركّز على رفع الوعي البيئي والمناخي، وتمكين منظمات المجتمع المدني خصوصًا النسوية والشبابية، وتنفيذ مشاريع مجتمعية قائمة على مبادئ العدالة المناخية. فشمل البرنامج خمس مناطق ذات أولوية، بناءً على خريطة تفاعلية لتحديد الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية، وشملت هذه المناطق كل من غزة، الضفة الغربية بما فيها القدس ومناطق ج، والأغوار، وجنوب الخليل فاستهدف البرنامج، آلاف المستفيدين من النساء والشباب والمزارعين، كما لعبت شبكة PENGON دورًا مركزيًا في آلية الشكاوى وتدريب المدافعين البيئيين وتنظيم حملات مناصرة دولية.
بالإضافة إلى ذلك، تناول بالتحليل الواقع البيئي الفلسطيني في الضفة الغربية والوضع البيئي الكارثي في قطاع غزة نتيجة الحرب التي شنها الاحتلال منذ عام ونصف وما زال يشنها والتي استهدفت الانسان، والبيئة، والغطاء النباتي وكافة مناحي الحياة في القطاع
في الختام، طرح سامي خضر، مجموعة من التوصيات لكل من الجهات المعنية، فلسطينياً، وعربياً، ودولياً وفي مقدمتها وقف الحرب على قطاع غزة، بالإضافة الى فرض حماية دولية للمدنيين، والضغط لتأمين ممرات إنسانية آمنة ورفع الحصار فورًا عن قطاع غزة ، وإدخال المساعدات وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع، بجانب، دعم جهود إعادة الإعمار البيئي والإنساني، وتمويل خطط عاجلة لإزالة الأنقاض، ومعالجة التلوث، وتأهيل الأراضي الزراعية وشبكات المياه. والبنية التحتية وإعادة تأهيل النظام الصحي.
كما طالب المجتمع المدني والمنظمات الدولية والحقوقية باستمرار الدفاع عن الانسان والبيئة عبر تعزيز الوعي البيئي، وتوثيق الانتهاكات وتنظيم حملات الضغط والمناصرة محليا ودوليا ومحاسبة الاحتلال عن جرائمه.
.